ملخص رسائل ماجستير

منذ نهاية التسعينيات
من القرن الماضي تزايد قلق المساهمين حول بعض الممارسات المتعلقة بإدارة الأرباح
نتيجة لجوء إدارات الشركات المساهمة إلى إجراء الكثير من الممارسات المحاسبية
الخاطئة والتي تمثل نوعاً من التصرفات المهنية غير الأخلاقية من جانب الإدارة
بصفتها وكيلة عن المساهمين، وذلك سعياً نحو تحقيق مصالحها الخاصة على حساب هؤلاء
المساهمين، من خلال استغلال المرونة المتاحة في المبادئ المحاسبية المقبولة قبولاً
عاماً للتأثير في الأرقام المحاسبية بشكل عام وعلى الربح ونسب توزيعه بشكل خاص، مما
دعا إلى ضرورة التركيز على الشركات المساهمة بتطبيق مبادئ حوكمة الشركات وذلك بتفعيل
الإفصاح والشفافية وتحديد مسؤوليات مجلس الإدارة، بما يحقق العدالة ويحفظ
للمساهمين حقهم وللأطراف الأخرى المهتمة بالشركة، ولتحقيق ذلك لابد من إلزام
الشركات المساهمة بتطبيق قواعدها الأخلاقية والمهنية للحد من تلك الممارسات، من
هنا تكمن أهمية الدراسة.


أما مشكلة الدراسة
فتأتي من إتباع الشركات المساهمة أساليب مختلفة في إدارة الارباح بهدف تحقيق منافع
ذاتية أو بهدف تضليل الجهات الخارجية المستخدمة للمعلومات المحاسبية ويتأتى ذلك من
خلال عدم تطبيقها لمبادئ حوكمة الشركات وابتعادها عن الالتزام بألاخلاقيات
المهنية.


وتسعى الدراسة إلى
تحقيق الأهداف الآتية:


1. توضيح الإطار العام لحوكمة الشركات والتعرف على مبادئها وآلياتها
بهدف تحديد ما تتضمنه من جوانب أخلاقية.


2. التعرف على مفهوم إدارة الأرباح ودوافعها وأساليبها.


3. بيان أثر الجوانب الأخلاقية لحوكمة الشركات في الحد من
ممارسة إدارة الأرباح في الشركات المساهمة.


ولتحقيق هذه الأهداف
فقد اتجهت الدراسة في جانبها النظري إلى دراسة موضوع حوكمة الشركات وأهميتها
ومبادئ حوكمة الشركات وآليات تطبيق تلك المبادئ، فضلاً عن التعرف على مفهوم الأخلاق
في الفكر المحاسبي وأخلاقيات المهنة والجوانب الأخلاقية لحوكمة الشركات إلى جانب تناولها
موضوع إدارة الأرباح والتعرف على مفهومها ودوافعها وأساليبها وأثر تطبيق مبادئ
حوكمة الشركات بالاعتماد على القواعد الأخلاقية والمهنية للحد من ممارسة إدارة الأرباح،
واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي في تكوين الإطار النظري. أما الإطار العملي من
الدراسة فقد استخدمت الباحثة المنهج التحليلي بالاعتماد على استمارة الاستبانة
بوصفها أداة رئيسة لجمع البيانات والمعلومات والتي وزعت على عدد من الأفراد
المبحوثين في دراسة لعينة مختارة من الشركات المساهمة في محافظة نينوى متمثلين بأعضاء
مجلس الإدارة والمديرين التنفيذيين والمحاسبين والمدققين الداخليين والخارجيين، فضلاً
عن اخذ آراء عدد من المساهمين، لبيان أثر تطبيق البعد الأخلاقي لحوكمة الشركات في إدارة
الأرباح.


فضلا عن استخدام الأساليب الإحصائية مثل معامل
الارتباط سبيرمان وتحليل الانحدار البسيط وتحليل التباين (ANOVA).


وتوصلت الدراسة إلى
مجموعة من الاستنتاجات لعل أبرزها:


1. تبين من خلال التحليل الإحصائي وجود علاقات ارتباط
معنوية بين أخلاقيات حوكمة الشركات وإدارة الأرباح من خلال:


- وجود علاقات ارتباط معنوية بين مبادئ حوكمة الشركات وإدارة الأرباح.


- وجود علاقات ارتباط
معنوية بين آليات حوكمة الشركات وإدارة الأرباح.


2. تبين من نتائج تحليل الانحدار وتحليل التباين (ANOVA) وجود تأثير معنوي لأخلاقيات حوكمة الشركات في إدارة
الأرباح من خلال:


- وجود تأثير معنوي
لمبادئ حوكمة الشركات في إدارة الأرباح.


- وجود تأثير معنوي
لآليات حوكمة الشركات في إدارة الأرباح.


وهذه النتائج تحقق
فرضية الدراسة والتي مفادها: تساهم حوكمة الشركات من خلال التزام الشركات المساهمة
بتطبيق قواعدها ألأخلاقية والمهنية في الحد من ممارسة طرائق وأساليب إدارة الأرباح
والتي تهدف إلى تحقيق منافع ذاتية لإدارات هذه الشركات.


هذا وقد جاءت الدراسة
بمجموعة من التوصيات بالاستناد إلى الاستنتاجات الواردة فيها والتي تتعلق بتبني
وضع مبادئ وتحديد آليات لحوكمة الشركات في الشركات المساهمة في محافظة نينوى على شكل
مواثيق أو مدونات، فضلاً عن تشكيل لجان تدقيق ولجان للمكافآت في الشركات المساهمة
من أعضاء مجلس الإدارة غير التنفيذيين والذين تتوافر لديهم الاستقلالية والخبرة في
مجال المحاسبة والتدقيق لدورهما في الحد من ممارسة إدارة الأرباح، إلزام الشركات
المساهمة بأخلاقيات حوكمة الشركات وما يرتبط بها من تطبيق لمبادئ الحوكمة
وباستخدام مجموعة من الآليات التي توفر للتقارير المالية العدالة والمصداقية، لما
لها من أثر في الحد من ممارسة طرائق وأساليب إدارة الأرباح.